السجائر الإلكترونية “قادرة على إتلاف خلايا مناعية”
يمكن للسجائر الإلكترونية إتلاف بعض الخلايا الحيوية في الجهاز المناعي، وإلحاق ضرر أكبر مما كان يُعتقد سابقا، حسبما ذكرت دراسة طبية جديدة.
وتوصل الباحثون إلى أن دخان السيجارة الإلكترونية يسبب ضررا كبيرا لخلايا مناعية مهمة في الرئتين ويزيد من الالتهابات.
ويحذر الباحثون من “(خطورة) الرأي السائد على نطاق واسع بأن السيجارة الإلكترونية آمنة”.
برلمانيون بريطانيون يعتزمون التحقق من تأثير السجائر الإلكترونية على الصحة
نيويورك تعتزم حظر تدخين السجائر الإلكترونية في الأماكن المغلقة
هيئة حكومية في بريطانيا تدعو لاعتماد السجائر الإلكترونية كعلاج
ومع ذلك، تقول هيئة الصحة العامة في إنجلترا إن السجائر الإلكترونية أقل ضررا بكثير من التدخين التقليدي، وتنصح الناس بعدم التردد في استخدام السجائر الإلكترونية كعامل مساعد في الإقلاع عن التدخين.
ونُشرت الدراسة التجريبية الصغيرة، التي أشرف عليها، ديفيد تشيكت، الأستاذ في جامعة برمنغهام، في دورية “ثوراكس” على الإنترنت.
وركّزت الدراسات السابقة على التركيب الكيميائي للسائل المستخدم في السجائر الإلكترونية قبل استنشاقه.
وفي هذه الدراسة، ابتكر الباحثون إجراءً ميكانيكيا لمحاكاة تدخين السجائر الإلكترونية في المعمل، وذلك من خلال استخدام عينات من أنسجة رئوية تبرع بها ثمانية أشخاص غير مدخنين.
وتوصل الباحثون إلى أن دخان السيجارة الإلكترونية سبب التهابا وأعاق عمل الخلايا الغبارية الموجوة في الحويصلات الرئوية، وهي الخلايا التي تزيل جزيئات الأتربة الضارة، والبكتيريا والمواد المثيرة للحساسية.
وقال الباحثون إن بعض الآثار التي نجمت عن التجربة كانت شبيهة بتلك التي يعاني منها المدخنون التقليديون والمرضى المصابون بأمراض الرئة المزمنة.
لكنهم أشاروا إلى أن هذه النتائج جرى التوصل إليها فقط في بيئة مخبرية، ونصحوا بإجراء مزيد من الأبحاث لزيادة فهم الآثار الصحية على المدى الطويل، ولفتوا إلى أن التغيرات التي سُجّلت حدثت فقط على مدى 48 ساعة.
وأجريت مراجعة مستقلة لأحدث الدراسات على السجائر الإلكترونية نشرتها هيئة الصحة العامة في إنجلترا في فبراير/شباط الماضي.
وخلصت المراجعة إلى أن ثمة “أدلة قاطعة” على أن السجائر الإلكترونية أكثر أمانا بمراحل من التدخين التقليدي، وتشكل “خطرا لا يذكر على المارة”، ونصحت بضرورة وصفها بشكل رسمي في الوصفات الطبية، بسبب النجاح الكبير الذي أثبتته في مساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين.
وقال تشيكت إنه بالرغم من أن السجائر الإلكترونية أكثر أمانا من السجائر التقليدية، إلا أنها قد تكون ضارة على المدى الطويل، خاصة وأن الأبحاث حولها مازالت في مراحلها الأولى.
وأضاف أنه “بالنظر إلى الجزئيات المسببة للسرطان في دخان السيجارة، هناك بالتأكيد عدد أقل من تلك المسببات في دخان السجائر الإلكترونية”.
ومضى قائلا: “السجائر الإلكترونية آمنة فيما يتعلق بخطر السرطان، لكن إذا استخدمت السجائر الإلكترونية على مدى 20 أو 30 عاما، ربما يؤدي ذلك إلى الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن،وهو ما نحتاج إلى بحثه ومعرفته”.
وقال “لا أعتقد بأن السجائر الإلكترونية أكثر ضررا من السجائر العادية، لكن يتعين توخي الحذر إذ قد لا تكون آمنة بالقدر الذي نعتقده”.
وأشار مارتن دوكريل، رئيس مكافحة التبغ في هيئة الصحة العامة في إنجلترا، إلى أن “السجائر الإلكترونية ليس آمنة بنسبة 100 في المئة، لكنها بكل وضوح أقل ضررا من التدخين التقليدي”.
وتابع أن “أي مدخن يفكر في الإقلاع عن التدخين واستخدام السجائر الإلكترونية عليه التحول إليها فورا ودون أي تأخير”.
المصدر:BBCبالعربي